رواية الهروب من المكتوب الفصل الثاني 2 بقلم سالي
#الهروب_من_المكتوب. 2
خرجت نورة مع الصبي من المقبرة وهي تمسك بيده تلملمه بكلتا يديها من كتفه تارة وتداعبه بالكلام تارة اخرى لتنسيه حزنه على امه .والحزن الذي بداخلها خبأته.في تلك الآونة.فهي لاتدري ماهو مصيرها ولا اين وجهتها و مبيتها في تلك الليلة ايضا... وماإن خرجا من البوابة حتى وجدت امامها شيخا كبيرا ينادي بإسم صابر حتى إنطلق الصبي من جانب نورة متجها نحو الشيخ فارتمى مابين احضانه فعلمت نورة انه هو المقصود وانه على قرابة ما به. والشيخ في تلك الاثناء يقبله ويداعب شعره. وهو يقول له.
_وهذه المرة كذلك لم تسمع لكلامي واتيت بمفردك إلى المقبرة..
_آسف ياجدي..
كان الشيخ يوبخ صابر بطريقة مهذبة ولطيفة لانه يظهر عليه كم هو خائف على الصغير وكم هو يحبه وقريب إلى قلبه.. وكل هذا ونورة واقفة تحضر حديثهما حتى إنتبه لها الشيخ عندما إستدار إليها صابر وهو يبتسم لها فرحب بها وبادلته بدورها التحية وطرح عليها بعض الاسئلة.
_انت غريبة عن المنطقة هنا..؟!
_نعم ياحج انا غريبة. ولكن يوجد لي قريبة لي هنا تعيش بمفردها بعد وفاة زوجها كنت أتيت من بعيد لكي استضيف عندها اياما واطمئن عليها بعد إنقطاع اخبارها ولكن عندما سألت عنها اخبروني أنها توفيت رحمها الله برحمته الواسعة..
_رحمة الله عليها ااا مؤسف حقا. ولكن من تكون قريبتك هته.. فأنا أعرف كل من في المنطقة هذه فردا فردا..
_هي ينادونها بزليخة وزوجها مسعود
_ااا صحيح فمسعود رحمة الله عليه كان صديقي واطيب الناس ولكن زوجته توفت منذ مدة طويلة..!!
_صحيح علمت الان فقط لم يصلنا خبر وفاتها باحج لاننا نسكن بعيدا. وانت كما تعلم على مااظن ليس لديها اولاد لتصلنا اخبارهم عن طريقهم حتى..
_لابأس كل العمر لكم يابنيتي..
_ويبارك بعمرك ياحج سلمت وغنمت من كل سوء يارب
_لاتقولي لي يابنيتي انك ستعودين إلى ديارك الان بعد كل مشقة الطريق هذه.
_لااعلم ياعمي. فبصراحة انا تعبة جدا من السفر ولكن لااعلم اين استريح بعدما علمت ان منزل زوجة خالي بابها موصد ولااثر اين ترك مفتاحه.
هنا تكلم صابر
_جدي جدي فالنستضيف نورة عندنا فبيتنا واسع تأخذ غرفة امي لتستريح فيها يوم او ليومين ثم تعود إلى ديارها إن شاءت
_عرضك جميل ياولدي. هذا ان وافقت عليه الضيفة طبعا سنفرح بإستضافتها عندنا بكل سرور .
حاولت نورة ان تظهر للشيخ والصبي ان هذا ليس جائز ولكن في نفسها فلقد ازيح جبل عن كاهلها فكان كل التفكير والخوف لديها اين ستستبيت وهي بمفردها لاتعرف عن المنطقة شيئا ولاتعرف احد سوى الحقيقة التي ذكرتها للشيخ والتي علمتها قبل سنوات قليلة من امها المتوفاة.
ذهبت نورة مع الشيخ وصابر إلى منزلهما بعد ان شكرتهما على إستضافتها وعندما وصلت توقعت ان تجد افراد من العائلة لإستقبالهم عند دخولهم. فلم تجد سوى بيت مهجور تقشعر منه الابدان من وحشته وسكونه..
في تلك الاثناء كانت القبيلة مقلوبة رأس عن عقب يبحثون عن نورة ليكملوا المهمة الناقصة بالنسبة لهم .. فهم قتلوا الزاني ولم يبقى إلا التي اخلفت الشرع وداست على الأخلاق والتي احكم عليها ايضا بالرجم حتى الموت مثله.. فؤهل ثلاث شباب من بين الجميع ليقوموا بمهمة البحث عنها خارج القرية. ومن يجدها أولا سينال مكافأة كبيرة.. وبدأت مهمتهم بالبحث بكل حزم.
#يتبع
Sali Sila